كيف يثور البركان ؟
تصعد الصهارة (الماغما) المليئة بالغازات من باطن الأرض باتجاه السطح لكونها أخف وزنا وكثافة من الصخور الصلبة، وأثناء صعودها تتسبب شدة حرارتها في تفتيت بعض أنواع الصخور على بعد عدة كيلومترات من سطح القشرة الأرضية، فتتكون فجوات تتجمع فيها الصهارة، وتسمى تلك الفجوات حجرة الصهارة.
وتشق الصهارة طريقها إلى سطح الأرض عبر الأجزاء الضعيفة من الصخور والتشققات والصدوع والأخاديد التي تكونت نتيجة لحركة الصفائح التكتونية سواء بالتقارب أو التباعد، ويتركز 90% من البراكين عند حدود تلك الصفائح.
والعشرة بالمائة الباقية تتكون بعيدا عن الحواف فيما يسمى "النقطة الساخنة" وهي ارتفاع درجة الحرارة بشكل استثنائي في بقعة ثابتة نتيجة حركة التيارات الحرارية الصاعدة من باطن الأرض، فتؤدي مع مرور الزمن إلى ذوبان الصفيحة فوقها وإلى أن تندفع الصهارة إلى الخارج، وإلى الآن تتركز أمثلتها في البراكين المائية وأشهرها براكين جزر هاواي.
أجزاء البركان :
يتكون البركان من ثلاثة أجزاء رئيسية هي:
(1) المخروط :
(2) الفوهة :
(3) القصبة :
أنواع المقذوفات البركانية :
يقذف البركان بثلاثة أنواع رئيسية وهي:
* مقذوفات سائلة :
* مقذوفات صلبة :
* مقذوفات الغاز:
وقد ينبعث الغاز والبخار من البراكين الساكنة دون أن يصاحبها حمم.
ما الذي يحدد شكل البركان؟
يتحدد شكل البركان وحجمه بشكل أساسي بناء على درجة لزوجة حمم اللافا، وذلك يتوقف على التركيب الكيميائي للافا.
ورغم تكون الصهارة من مركبات كيميائية متعددة، فإن العلاقة بين شكل البركان والتركيب الكيميائي للصهارة تعتمد بصورة كبيرة على احتوائها على مركب يسمى السيلكا (أي ثاني أكسيد السيلكون).
فكلما زادت نسبة السيلكا في الصهارة زادت درجة لزوجتها وتماسكها، وزادت قدرتها على حبس كمية أكبر من الغاز، وهو ما يؤدي إلى انفجارات بركانية عنيفة.
أنواع البراكين :
يمكن تقسيم البراكين بحسب شكلها وطبيعة المواد المكونة إلى:
* براكين درعية (هضبية) :
وتتكون عندما تنساب اللافا منخفضة اللزوجة بهدوء من عدة فتحات وتتراكم فوق بعضها البعض على شكل طبقات من الحمم، وتنتشر على مساحات واسعة، وتكون جبلا على شكل قبة عريضة منخفضة ذات تحدب هين يشبه الهضاب، وغالبا يكون لهذا النوع من البراكين فوهات عديدة، مثل بركان ماونا لووا في هاواي.
* مخاريط حبيبية :
وتتكون عندما يشتد ضغط الغاز على الصهارة منخفضة اللزوجة القريبة من فتحة البركان فيخرج مسببا انفجارا عنيفا يقذف التفرا من فتحة البركان، ثم تعود لتتراكم وتتجمع حولها وتشكل جبلا مخروطي الشكل، مثل بركان باريكوتين في المكسيك.
* البراكين المركبة :
وهي نوع وسط بين النوعين السابقين وتتكون من خليط من تدفقات اللافا وانفجارات التفرا، حيث تتراكم على هيئة طبقات متعاقبة حول فتحة البركان مشكلة برجا جبليا مخروطي الشكل، ومن أمثلتها جبل فيزوف وجبل إيتنا في إيطاليا، وبركان مايون في الفلبين، وبركان جبل سانت هيلينز في واشنطن بالولايات المتحدة الأميركية.
وفي بعض الأحيان تفرغ حجرة الصهارة من محتوياتها فلا تستطيع دعم البركان فوقها، فينهار جزء كبير منه مشكلا فوهة كبيرة تسمى جفرة.
إمكانية التنبؤ بثوران البركان :
لا يمكن التنبؤ بمعظم الثورات البركانية، لذلك قام العلماء بإنشاء مراصد على منحدرات البراكين، وتزويدها بأجهزة إنذار مبكر تقيس بعض الظواهر التي عادة ما تسبق ثوران البركان، مثل:
(1) تمدد جسم البركان قليلا بسبب تجمع الصهارة في حجرة الصهارة.
(2) حدوث زلازل عند صعود الصهارة من الحجرة.
(3) ارتفاع درجة حرارة المناطق المجاورة للبركان.
(4) التغير في قوة واتجاهات المجالات المغناطيسية للأرض.
(5) السلوك المتوتر لدى بعض أنواع الحيوانات.
(6) انطلاق سحب غازية من فتحة البركان.
فوائد البراكين :
للبراكين رغم الدمار الذي تسببه فوائد كثيرة، منها:
* إنشاء جبال شاهقة قد تصل لآلاف الأمتار، وتكون الهضاب الشاسعة، والبحيرات في تجاويف البراكين الخامدة.
* تكوين الماس، بتحول الكربون تحت تأثير الحرارة والضغط الشديد إلى ماس.
* استخدام الصخور الناتجة عن الحمم في رصف الطرقات.
* إنتاج المواد الكيميائية من رواسب الكبريت الناتجة من ثوران البركان.
* تحسين خصوبة التربة.
* مساعدة العلماء على دراسة جوف الأرض من خلال المواد المقذوفة بفعل ثوران البركان.
التوزيع الجغرافي للبراكين :
تنتشر البراكين حول العالم، ويوجد أكثر من 1500 بركان يصنف على أنه نشط أو بحكم النشط، ويوجد 90% من البراكين على طول حواف الصفائح التكتونية، ويقع أغلبها فيما يسمى "دائرة الحزام الناري" أو "حلقة النار" حول المحيط الهادئ، وأطلق عليها اسم حلقة النار لشدة نشاطها البركاني والزلزالي.
البراكين في العالم العربيوتنتشر البراكين في العالم العربي، وخصوصا حول حوض البحر الأحمر، وتصنف على أنها خامدة، وذكر أستاذ علوم الأرض د. زغلول النجار في أحد لقاءاته مع قناة الجزيرة عام 1999 أن تلك البراكين قد تثور في أي لحظة.
ويوم 30 سبتمبر/ أيلول 2007 ثار وبشكل مفاجئ بركان في جزيرة جبل الطير اليمنية وتسبب في خسائر مادية وبشرية، وتعد الجزيرة واحدة من أحدث سلسلة المناطق البركانية الموجودة في البحر الأحمر والتي تعود في العمر إلى عصر الهولوسين أي (أقل من مليون عام).
وتشتمل السعودية لوحدها على 12 حقلا من حقول الحمم البركانية تغطي مساحة تزيد على ثمانين ألف كيلومتر مربع، وحرة رهط جنوب المدينة المنورة تحتوي على سبعمائة فوهة بركانية، وحرتا خيبر واثنين شمال المدينة فيهما أربعمائة فوهة بركانية.
كما يوجد خمسة براكين في السودان، واثنان في ليبيا، وستة في سوريا، وسبعة في اليمن.
0 التعليقات:
إرسال تعليق