أولاً : شكل الأرض
أينما سار الإنسان في السهول الواسعة فإن الأرض تبدو له منبسطة تمامًا، ولا يظهر له أي انحناء في سطحها، وسبب ذلك أن ما يراه الإنسان من مساحة الأرض وهو سائر عليها شيء صغير جداً بالنسبة لمساحتها، والحقيقة أنها غير منبسطة تمامًا، لأن المشاهدات والتجارب والصور للأرض من الفضاء الخارجي بواسطة الأقمار الصناعية تثبت أن الأرض ليست مستوية بل منحنية السطح، وتشبه الكرة تقريبًا في شكلها العام.
أينما سار الإنسان في السهول الواسعة فإن الأرض تبدو له منبسطة تمامًا، ولا يظهر له أي انحناء في سطحها، وسبب ذلك أن ما يراه الإنسان من مساحة الأرض وهو سائر عليها شيء صغير جداً بالنسبة لمساحتها، والحقيقة أنها غير منبسطة تمامًا، لأن المشاهدات والتجارب والصور للأرض من الفضاء الخارجي بواسطة الأقمار الصناعية تثبت أن الأرض ليست مستوية بل منحنية السطح، وتشبه الكرة تقريبًا في شكلها العام.
صورة الأرض من الفضاء الخارجي تبين أن الأرض كروية الشكل
هناك براهين عديدة تثبت كروية الأرض منها:
(1) أن الإنسان يرى أعالي الأشياء البعيدة قبل أسافلها : فمثلاً إذا وقف الإنسان في ميناء الدمام وميناء جدة ليشاهد سفينة قادمة فأول ما يراه منها الدخان المتصاعد من مداخنها ثم الأعلام فوق صواريها، ثم تظهر له الأجزاء السفلي من السفينة شيئًا فشيئًا حتى يراها كلها من أعلاها إلى أسفلها.
رؤية أعالي الأشياء البعيدة قبل أسافلها
(2) اتساع دائرة الأفق كلما ارتفع الإنسان عن سطح الأرض:
فالأفق هو المكان الذي يظهر لنا فيه أن السماء تتلاقى مع الأرض. فمثلاً إذا وقف الإنسان في مكان متسع فإنه يرى الأفق حوله في دائرة محدودة، ولكنه إذا ارتفع فوق سطح منزل عال فإن دائرة الأفق تتسع، ويرى أشياء لم يكن يراها وهو على سطح الأرض، وكلما ارتفع الإِنسان عن سطح الأرض اتسعت دائرة الأفق.
فإذا ركب منطادًا أو طائرة فإنه يشاهد ما لم يكن يراه وهو فوق سطح المنزل، وهكذا كلما ازداد في ارتفاعه ازداد ما يشاهده من الأشياء على سطح الأرض
استدارة الأفق واتساعه بالارتفاع
(3) حدوث الليل والنهار واختلاف الزمن:
ومن البراهين المشاهدة للناس جميعاً والدالة على كروية الأرض، حدوث الليل والنهار. فلو أن الأرض كانت مستوية لأشرقت الشمس على جميع أنحائها مرة واحدة فيكون الوقت بها نهارًا في آن واحد، ولغربت أيضًا عنها مرة واحدة فيكون الوقت بها ليلا في آن واحد.
لكن الواقعِ غير هذا، فالمشاهد أنه إذا كان الوقت صباحا في الظهران بالمملكة العربية السعودية يكون ليلاً في مدينة سان فرنسيسكو بالولايات المتحدة الأمريكية، وهذا لا يحدث إلاَّ إذا كان شكل الأرض كرويا. ونحن في المملكة العربية السعودية نلاحظ أن وقت صلاة المغرب لا يكون واحداً في كل أجزائها، فسكان المنطقة الشرقية يؤدون صلاة المغرب قبل سكان المنطقة الغربية بما يزيد على نصف ساعة، ونلاحظ هذه الفوارق في وقت الإفطار ووقت الإمساك خلال شهر رمضان المبارك، وهذا لا يحدث إلاَّ إذا كان شكل الأرض كرويا يجعل الشمس تشرق وتغرب في المناطق الشرقية قبل المناطق الغربية بالمملكة ولو كانت الأرض مستوية لتوحد وقت الشروق والغروب وبالتالي توحدت أوقات الصلاة.
حدوث الليل و النهار نتيجة لكروية الأرض
(4) تصوير الكرة الأرضية من الفضاء الخارجي:
في عصرنا الحاضر تطلق الصواريخ التي تحمل الأقمار الصناعية وسفن الفضاء التي تقوم برحلاتها في الفضاء الخارجي فتطوف حول الأرض، وقد أثبتت هذه الرحلات كروية الأرض. بما حملته من صور لها من الفضاء الخارجي. ولقد استطاع رواد الفضاء ومنهم صاحب السمو الملكي الأمير/ سلطان بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود رؤية الأرض كروية الشكل والدوران حولها بالمركبة الفضائية دسكفري(1).
والكرة الأرضية اليوم أصبحت ميداناً للبواخر والسفن الضخمة والطائرات والرحلات المتوالية التي تدور حولها ناقلة الركاب والبضائع.
كل رحلة تتوجه ناحية الغرب وتستمر في سيرها لابد أن تلتف حول الأرض لتخرج من جهة الشرق. والعكس أيضًا. ثانياً : أبعاد الأرض
حقيقة أن الأرض كروية، لكنها ليست كرة هندسية تامة التكوير، فهي منبعجة عند خط الاستواء ومفلطحة عند القطبين، أي أن أبعادها عن مركزها ليست متساوية كما يرى الذي يوضح أن طول القطر الاستوائي 12756 كيلومترًا. وطول محور الأرض أو القطر القطبي 12714 كم، والفرق بينهما حوالي 42 كم. وهذا الفرق ضئيل لا يكاد يذكر بالنسبة لحجم الأرض الهائل.
1- محور الأرض أو القطر القطبي، وهو خط وهمي يمر بمركز الأرض، وتدور حوله، وينتهي طرفه الشمالي بنقطة القطب الشمالي، وينتهي طرفه الجنوبي بنقطة القطب الجنوبي.
2- المحيط الاستوائي، وهو أكبر دائرة تحيط بالأرض من الشرق إلى الغرب، ويبلغ طول هذا المحيط 40092 كيلومترًا تقريبًا، وهو يقسم الكرة الأرضية إلى نصفين، نصف شمالي ونصف جنوبي، ويسمى هذا المحيط أيضًا بالدائرة الاستوائية أو خط الاستواء.
3- محيط الأرض القطبي، وهو الدائرة التي تحيط بالأرض مارة بنقطتي القطبين، وهو أقصر من المحيط الاستوائي إذ يبلغ طوله 39000 كيلومتراً تقريباً.
والأرض في استدارتها تشبه سائر الأجرام السماوية التي نراها في الكون قال تعالى: { مَا تَرَى في خلق الرحمن من تفاوت } والأرض ليست كرة هندسية ففي أبعادها السالفة الذكر لاحظت أن المحيط الاستوائي أطول من المحيط القطبي وأن القطر الاستوائي أطول من محورها.
0 التعليقات:
إرسال تعليق