Posted by:
محمد على عابدين
0
التعليقات
كسوف هائل للشمس سيغرق اسيا فى الظلام
نيودلهي (ا ف ب) - سيغرق اطول كسوف للشمس في القرن الحادي والعشرين الاربعاء في الظلمة الصين والهند اكثر دول العالم اكتظاظا بالسكان حيث تثير هذه الظاهرة حماسة كبيرة.
ويعتبر عالم فيزياء الفلك الاميركي فريد اسبيناك ان كسوف الشمس هذا سيكون "هائلا" وسيتمكن ملياران من سكان الارض من متابعته وهو رقم قياسي في تاريخ البشرية.
فاعتبارا من الساعة 00,53 بتوقيت غرينتش في 22 تموز/يوليو اي 06,23 بتوقيت الهند سيحل الليل بعيد بزوغ الفجر في ولاية غوجارات (غرب) ومن ثم داخل ممر يمتد على طول 15 الف كيلومتر وعرض 200 كيلومتر ويمر عبر الهند والنيبال وبوتان وبنغلادش وبورما والصين وصولا الى جزر ريوكي اليابانية جنوبا.
ويقول فيديريكو بروغماير مدير وكالة سفريات المانية متخصصة "اكليبس سيتي" الذي توجه الى شنغهاي (شرق الصين) للمناسبة "هذا اطول كسوف للشمس في هذا القرن. لن يعيش اي منا فترة كافية ليرى كسوفا مثله".
وسيحجب القمر نور الشمس كليا مدة ست دقائق و39 ثانية في منطقة غير مأهولة كثيرا في المحيط الهادئ وهي مدة قياسية لن تحطم قبل العام 2132. وستكون فترة الظلمة اقل في الهند (3 الى 4 دقائق) وفي شنغهاي (خمس دقائق تقريبا).
وحفز سادس كسوف كامل للشمس خلال القرن الحالي النشاط التجاري والسياحي في الشرق الاقصى وهو منطقة جغرافية مثالية لمراقبة هذه الظاهرة الفلكية.
وقال متنزه شنغهاي للنحت وهو افضل مركز مراقبة في المدينة انه باع الفي بطاقة دخول لموعد الثاني والعشرين من تموز/يوليو مع نظارات خاصة وقمصان قطنية تخلد المناسبة. وقد حجزت غرف الفنادق منذ اشهر من قبل الاف الصينيين واليابانيين والاميركيين والاوروبيين.
وفي الهند استأجرت وكالة "كوكس اند كينغز" طائرة بوينغ "737-700" ستقلع من نيودلهي قبيل الفجر وسترصد الكسوف الكامل على ارتفاع 41 الف قدم وستطير باتجاه اقصى الشرق وصولا الى ولاية بهار. وبيع 21 مقعدا في الطائرة من جانب شروق الشمس بمبلغ 1200 دولار لكل واحد.
من جهة اخرى ينتظر وصول 1,5 مليون هندوسي الى مدينة كوركشيترا في شمال الهند للاستحمام خلال كسوف الشمس في مياه طاهرة من شأنها المساعدة على تحرير النفس والروح. وتتحدث الاساطير والروايات في الهند الصين عن هذه الظاهرة الفلكية على انها تأتي بالخير كما انها تنبئ بالاسوأ.
ويحذر راج كومار شارما وهو منجم من بومباي عاصمة الهند الاقتصادية من ان اطول كسوف كامل للشمس في القرن الحادي والعشرين يشكل "لحظة خطرة جدا في الكون".
ويقول شارما "في حال كانت الشمس ملكة النجوم، مريضة فسيحدث شيء خطر جدا في العالم". وفي حقبة الامبراطورية الصينية كان كسوف الشمس ينذر بكوارث طبيعية او فاة الامبراطور.
لكن علماء الفلك وخبراء الارصاد الجوية يخشون خصوصا ان تفسد غيوم الامطار الموسمية فوق شبه القارة الهندية هذا المنظر.
وفي حال كانت الاحوال الجوية جيدة، ما ان يحجب القمر قرص الشمس فان شعاع تاج الشمس سيكون ظاهرا. وسيتمكن متابعو هذه الظاهرة كذلك ان يشاهدوا نتؤات او انبعاث غازات متوهجة على بعد مئات الاف الكيلومترات من الشمس.
لكن في حال كانت السماء ملبدة بالغيوم فان انخفاض درجات الحرارة والظلمة المباغتة سيشكلان الدليلين الحسيين الوحيدين على الكسوف.
Posted by:
محمد على عابدين
0
التعليقات
ناسا تجري المحاولة السادسة لاطلاق انديفور الاربعاء
ومن المزمع ان يلتئم طاقم الادارة لاعطاء الاذن ببدء عملية تعبئة الوقود الخارجي للمكوك منذ الساعة 8,30 صباحا (12,30 بتوقيت غرينيتش)، قبل ان ينطلق المكوك عند الساعة 6,03 مساء (22,03 بتوقيت غرينيتش) وعلى متنه طاقم من سبعة افراد الى المحطة الفضائية الدولية.
وكانت عملية الاطلاق ارجئت ثلاث مرات منذ السبت الماضي بسبب الطقس العاصف، كما ارجئت مرتين من قبل بسبب رصد تسرب في الوقود جراء التواء صفيحة تصل بين مصرف للغاز وخزان خارجي للوقود.
وقد تسببت العواصف الرعدية والمشاكل المتعلقة بخزانات الوقود بخسائر باهظة لوكالة الناسا التي تعاني اصلا من مشاكل مالية. وبلغ الحجم الاجمالي لهذه الخسائر 4,5 ملايين دولار. لكن المسؤولين ما يزالون يأملون في نجاح محاولة اليوم.
وقال آلارد بوتيل المتحدث باسم مركز كينيدي للفضاء في كاب كانافيرال في فلوريدا ان "كلفة الاطلاق تصل تقريبا الى مليون دولار". ويتضمن ذلك نفقات تعبئة الوقود وتجفيف الخزانات ثم ملء الخزانات الخارجية لمرات عدة بوقود الهيدروجين والاوكسجين المسيل، اضافة الى التكاليف المضاعفة لموظفي الناسا وغيرهم من العاملين في مراكز الفضاء المرتبطة.
لكن بوتيل قال ان النفقات الاضافية هي "هامشية" مقارنة بالموازنة الاجمالية لعمليات الناسا. واوضح ان المكوك "انديفور" وحده الذي حل محل المكوك "تشالينجر" كلف 1,7 مليار دولار.
وكان من المخطط للمكوك الجديد ان ينطلق الى الفضاء في 13 تموز/يوليو الماضي، غير ان تسربا في وقود الهيدروجين المسيل ادى الى ارجاء عملية الاطلاق لمرتين متتاليتين.
وبمعزل عن عملية اطلاق "انديفور" المخطط لها ، فقد حددت الناسا بالفعل موعدا آخر الخميس على سبيل الاحتياط فيما لو ارجئ اطلاق المكوك للمرة السادسة. ويعد الخميس الموعد الاخير المتاح لاطلاق "انديفور" قبل ان يصبح هناك تضارب في مواعيد الاطلاق مع مركبة التموين الروسية "بروغريس" المخطط اطلاقها نحو المحطة الفضائية الدولية في 24 تموز/يوليو الحالي، على ما ذكر المسؤول عن تكامل عمليات الاطلاق في الناسا مايك موزيس.
وسيرغم الموعد النهائي المحدد لمحاولة الاطلاق الخميس الناسا على التخلي عن واحدة من بين خمس مهمات سير في الفضاء سيتولاها طاقم "انديفور".
واذا لم ينطلق الصاروخ الاربعاء او الخميس فلن يتاح اجراء محاولة اخرى قبل 26 تموز/يوليو الحالي.
وكانت ناسا اجرت اصلاحات تأمل بان تساهم في انجاح اطلاق المكوك الذي ينتظر ان يلتحم بالمحطة الفضائية الدولية لاستكمال جمع المختبر الياباني "كيبو".
وسيحمل "انديفور" الى الفضاء طاقما من سبعة اشخاص هم ستة اميركيين وكندية، بهدف اتمام مهمات عدة يتصدرها تثبيت منصة على المحطة الفضائية الدولية من شأنها ان تسمح لرواد الفضاء باجراء اختبارات في الفراغ الفضائي على بعد 350 كيلومترا عن الارض.
ومن المخطط ان يستكمل بناء المحطة الفضائية الدولية في العام 2010، وهو الموعد المحدد ايضا لتقاعد ثلاث مركبات فضائية اميركية.
وبعد فشل محاولة اطلاق "انديفور" السبت، قام مهندسو الناسا باستبدال اغطية من صنع مادة "تيفيك" المركبة الشديدة الكثافة، والتي تحمي مقدمة المكوك من اثار الاحتكاك. وكان احد هذه الاغطية غير محكم، ما كان من الممكن ان يسمح بتسرب الامطار الى فوهة مقدمة المكوك.
ومن الممكن والحال كذلك ان تتجمد مياه المطر خلال تواجد المكوك في مداره ما قد يؤثر على حركته ولا سيما خلال التحامه بالمحطة الفضائية الدولية.
ويعرف طقس فلوريدا بعدم استقراره خلال الصيف وغالبا في اوقات المساء، مع هبوب عواصف قوية محملة بالامطار الغزيرة التي يمكن ان تحول دون المضي بعملية اطلاق المكوك.
وشكل الطقس مشكلة جدية للناسا في مهمتها الاخيرة في ايار/مايو الماضي، حين تم ارجاء عودة المكوك "اتلانتيس" الى الارض لمدة ثلاثة ايام واضطر في النهاية الى الهبوط في محطة بديلة في كاليفورنيا.
Posted by:
محمد على عابدين
0
التعليقات
مناخ الارض سيكون مختلفا تماما مع ارتفاع الحرارة درجتين مئويتين
وقد وافقت 124 دولة بينها دول الاتحاد الاوروبي على هذا الحد الاقصى. وقال الخبير الفرنسي في التقلبات المناخية جان جوزيل احد المسؤولين في مجموعة الخبراء حول المناخ المفوضة من الامم المتحدة ان "هذا الامر يتطلب خفض الانبعاثات العالمية الى النصف على الاقل بحلول 2050 والى الثلثين لاعطاء فرص افضل" لهذه الخطة.
وخلال قرن، ارتفعت حرارة الارض ب0,74 درجة مئوية بسبب انبعاثات غازات الدفيئة في الماضي وثبات النظام البيئي الذي يسمح بتخزين ثاني اكسيد الكربون في الجو لمئات السنين.
الا ان هذه الانبعاثات زادت بوتيرة اسرع بثلاث مرات بين عامي 1997 و2007، مما كانت عليه خلال العقد السابق.
وارتفاع حرارة الارض يبقى مؤلما حتى وان اقتصر على درجتين مئويتين.
وعلى سبيل المقارنة، فان موجة الحر في 2003 في اوروبا الغربية التي اودت بحياة 70 الف شخص في ستة اسابيع توازي ارتفاعا في الحرارة لا يتجاوز ست درجات مئوية عن المعدلات الموسمية المعتادة.
وقال جان جوزيل "درجتان اضافيتان تؤديان الى مناخ مختلف تماما والى آثار غير قابلة للعكس مع عواقب على ارتفاع مستوى المحيطات".
وذكر خبراء المناخ ان اربع الى ست درجات فقط تفصلنا من آخر فترة جليدية قبل 20 الف سنة. وفي حينها كانت الكتلة الجليدية تصل حتى اسكتلندا.
وبحسب التوقعات الاخيرة لمعهد ماستشوسيتس للتكنولوجيا التي نشرت في ايار/مايو فان معدل الاحتباس الحراري، ما لم يتم خفض الانبعاثات بصورة جذرية، سيكون +5,2% بحلول نهاية القرن اي اكثر من ضعف توقعاته التي وضعها في 2003.
Posted by:
محمد على عابدين
0
التعليقات
النجم القطبي بوصلة السماء
هذه صورة لنجم القطب الذي طالما اهتدى به الناس في ظلمات البر والبحر. يقول العلماء إن النجم القطبي (A) هو نجم عملاق ويبث ضوءاً يفوق ضوء الشمس بألفي مرة، ولكن هذا النجم ليس وحيداً إنما خلق الله له نجماً قزماً (Ab) قريباً منه ليؤنس وحدته، ونجماً آخر بعيداً عنه (B)، ولذلك فهو يشكل منظومة ثلاثية تدور وتسبح بنظام رائع!
هذا النجم يبعد عنا مسافة تقدر بـ 430 سنة ضوئية، أي أن الضوء الصادر من هذا النجم يستغرق 430 سنة حتى يصل إلى الأرض، ولو فرضنا أن هذا النجم انفجر اليوم فلن يرى سكان الأرض هذا الحدث إلا بعد مرور 430 سنة!
لقد سخر الله لهذا النجم مساراً محدداً يتوافق مع حركة دوران الأرض أي أن النجم يقع على محور دوران الأرض وبالتالي لا نراه يدور حول الأرض مثل بقية النجوم بل نراه ثابتاً (مع العلم أنه يتحرك مثله مثل بقية النجوم)، وقد اختار الله له المسافة الصحيحة عن الأرض ليُرى بوضوح في الليل، واختار له حجماً مناسباً وقوة إشعاع مناسبة ولولا ذلك لم يتمكن البشر من رؤيته والاهتداء به لآلاف السنين!!
كل هذه الصفات جعلت من هذا النجم بوصلة في السماء يهتدي بها البشر ويعرفون الاتجاهات وبخاصة أثناء السفر في البحر، وحتى يومنا هذا يستخدم علماء الفلك هذا النجم لتحديد مواقع النجوم الأخرى ويستخدمه الطيارون ورواد الفضاء أيضاً... وهذه النعمة العظيمة حدثنا عنها الله تعالى، يقول تعالى: (وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ) [النحل: 16]، فهل نقدّر هذه النعم العظيمة؟ وسبحان الله! على الرغم من هذه الآيات الواضحة نجد من ينكر نعمة الله ويجحد وجود الخالق العظيم، ولذلك قال تعالى في الآية التالية: (أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ * وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) [النحل: 17-18].
Posted by:
محمد على عابدين
0
التعليقات
ظلت الأساطير تنسج حول الجبال لآلاف السنين، فكانت كل حضارة من الحضارات القديمة تنظر إلى أن هناك آلهة للجبال، وكانوا ينظرون إلى الجبال على أنها أكثر أجزاء الأرض ثباتاً، ولكن القرآن الكريم حدثنا عن حركة خفية للجبال لا نشعر بها.
سوف يكون بحثنا حول آية عظيمة وهي قوله تعالى: (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) [النمل: 88]. إن الذي يقرأ هذه الآية يلاحظ أن الله تعالى قد ذكر أن الجبال تتحرك وتمرّ تماماً كالغيوم في السماء عندما تمر أمامنا، والسؤال: ماذا يقول العلم الحديث وما هي آخر الاكتشافات العلمية حول الجبال؟
كيف فهم المفسرون هذه الآية قديماً؟
قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الآية: "(وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً) أي تراها كأنها ثابتة باقية على ما كانت عليه (وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ) أي تزول عن أماكنها كما قال تعالى: (يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا (9) وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا) [الطور: 8-9]".
أي أن الإمام ابن كثير ومعظم المفسرين قديماً فهموا هذه الآية على أنها تتحدث عن حركة الجبال يوم القيامة. ولكن في العصر الحديث تناول هذه الآية الإمام محمد الشعراوي وقال (تَحْسَبُهَا جَامِدَةً) أي تظنها ثابتة، ويوم القيامة لا يوجد ظن بل إن الظن في الدنيا أما يوم القيامة فكل ما نراه هو الحق، ولذلك هذه الآية تتحدث عن حركة الجبال في الدنيا.
ويتابع الشعراوي تفسيره فيقول: "إذا صعدنا إلى الفضاء الخارجي فإننا نرى الأرض وهي تدور وتتحرك وتتحرك معها الجبال أيضاً، وفي هذا إشارة إلى دوران الأرض حول نفسها".
ولكن إذا تأملنا الآية جيداً نلاحظ أنها تتحدث عن حركة الجبال تحديداً وليس عن حركة الأرض بشكل كامل، فالأرض عندما تدور حول محورها فإن كل شيء معها يدور الإنسان والبحار والأشجار والحيوان، ولذلك فإن هذه الآية لابد أن يكون فيها معجزة تتعلق تحديداً بحركة الجبال، وهذا ما سنكتشفه من خلال الفقرات الآتية.
حركة الألواح الأرضية
في عام 1912 اقترح العالم Alfred Wegener نظرية الانجراف القاري بعد ما لاحظه من دلائل تؤكد أن القارات كانت كتلة واحدة. وقد كانت المرة الأولى التي يتحدث فيها شخص عن حركة اليابسة بما تحمله من جبال ووديان، وقد تعجب أن العالم الذي اقترح هذه النظرية قد اتَّهمه الناس بالجنون، ولم يصدقوا بأن الجبال يمكن أن تتحرك!!
ففي ذلك الوقت كان من الصعب جداً أن يتصور العلماء بأن هذه الكتل الضخمة من اليابسة تطوف حول العالم! كان من الصعب أن يتخيل الناس أن الألواح الأرضية تتحرك وتمتد، وربما يكون علماء أمريكا هم أشد عداءً لهذه الفكرة في ذلك الوقت، وبقي هذا العداء حتى منتصف الستينات من القرن العشرين، ولكن الحقائق العلمية والدلائل التي تثبت حركة ألواح الأرض أصبحت كثيرة وأكبر من أن تدحض.
ومنذ السبعينيات من القرن العشرين بدأت نظرية تحرك القارات تأخذ شكل الحقيقة العلمية، حتى جاء القرن الحادي والعشرين عندما رأى العلماء حركة هذه القارات رؤية يقينية من خلال الأقمار الاصطناعية والرادارات والمراصد الفلكية المتوضعة في أماكن مختلفة من الأرض.
وهناك إثباتات من الرسوبيات والأحافير والنباتات والحيوانات وغير ذلك حيث وجد العلماء نفس الآثار في جميع القارات، ومن غير المعقول أن هذه الكائنات الحية التي عاشت قبل ملايين السنين مثل الديناصورات قد عبرت المحيطات من قارة لأخرى، ولذلك فإن المنطق العلمي يفرض بأن القارات كانت مجتمعة في كتلة واحدة ثم انفصلت وتباعدت خلال مئات الملايين من السنين.
تتركب القشرة الأرضية مع الطبقة التي تليها من مجموعة من الألواح، وتوجد بين هذه الألواح صدوع أو شقوق. وقد تبين للعلماء أن هذه الألواح في حالة حركة دائمة، وبنتيجة حركة الألواح واصطدامها مع بعضها تتشكل الجبال، وهذه الجبال تكون في حالة حركة دائمة أيضاً.
يعتقد علماء الجيولوجيا اليوم أن سطح الكرة الأرضية ليس كتلة واحدة بل أشبه بلوح مكسور إلى مجموعة ألواح ومتوسط سماكة هذه الألواح 80 كيلو متر، وهذه الألواح تتحرك فوق طبقة ثقيلة وساخنة وتسير الألواح بسرعة 10 سنتمتر وسطياً في السنة. وعلى حدود هذه الألواح تتوضع معظم البراكين في العالم، وتكون المناطق الحدودية من أكثر المناطق تعرضاً للزلازل والهزات الأرضية.
وتوجد ثلاثة أنواع لحركات الحدود التي تفصل بين الألواح وهي:
1- نهايات متباعدة: وهنا نجد أن الألواح تتباعد عن بعضها مما يشكل فجوات تمتلئ بالحمم المنصهرة المتدفقة من الأرض على مر ملايين السنين وتشكل قشرة أرضية جديدة عند هذه المنطقة.
2- نهايات متقاربة: وتنشأ عند اقتراب الألواح الأرضية من بعضها فتنزلق لتشكل الوديان، أو تصطدم ويبرز أحد اللوحين وتشكل السلاسل الجبلية وتنشأ الجبال تدرجياً بطريقة الانتصاب، ومن هنا ربما ندرك عمق الآية الكريمة عندما طلب الله منا أن نتأمل إلى هذه الجبال كيف نُصبت فقال: (وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ) [الغاشية: 19].
3- تصطدم الألواح مع بعضها عند الحواف مباشرة وهنا تحدث الهزة الأرضية الزلازل.
كيف تتحرك الجبال؟
الجبل هو منطقة من الأرض ترتفع بشكل مفاجئ عما حولها. والسلاسل الجبلية هي مجموعة كبيرة من الجبال تمتد لآلاف الكيلو مترات وتشكل ما يشبه الأحزمة. مثل سلسلة جبال الهملايا شمال الصين، وسلسلة جبال الألب في قلب أوربا.
ففي سلسلة جبال الهملايا توجد أعلى قمم في العالم تشكلت قبل حوالي 45 مليون سنة، وذلك بعد أن اصطدم لوحان من الألواح القارية بعضهما ببعض، فتشكلت هذه السلاسل وبرزت كنتيجة للتصادم العنيف. وهناك بعض السلاسل الجبلية في شمال شرق أمريكا يعود تاريخ تشكلها إلى ما قبل ألف مليون سنة.
للجبال عدة حركات أهمها:
1- حركة أفقية مع ألواح الأرض. فاللوح الهندي مثلاً يتحرك مع ما يحمله من جبال كل سنة عدة مليمترات، إذن الجبال تتحرك وتمر وتُدفع بنتيجة التيارات الحرارية للطبقة التي تلي جذور الجبال.
2- حركة عمودية بنتيجة التيارات الحرارية أيضاً والتي تساهم في رفع الجبل وخفضه عدة مليمترات كل سنة.
3- هناك حركة اكتشفت حديثاً، ففي عام 2006 وجد أحد العلماء وهو البرفسور Russell Pysklywec من جامعة تورنتو أن الأمطار الهاطلة بالقرب من الجبال فإنها تختزن في خزانات ضخمة تحت الجبال وتؤثر على جذور الجبال. قام هذا العالم ببحثه في جبال الألب جنوب نيوزلندة، فوجد أن الأمطار تسبب للجبال تآكلاً مقداره 10 مليمتر كل سنة.
ويؤكد العلماء وجود مراحل لنشوء الجبال حيث تبدأ بتمدد الألواح ثم اصطدامها ثم تشكل الجبال ثم تفسح المجال أمام الأنهار لتتشكل، إذن نحن أمام ثلاثة مراحل: امتداد الألواح أي تمددها، ثم نشوء الجبال الرواسي، ثم تشكل الأنهار، وهذا ما لخصه لنا القرآن بكلمات قليلة في قول الحق تعالى: (وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا) [الرعد: 3].
ويقول البروفسور Pysklywec إن هذه الأمطار وما تختزنه الجبال من مياة تغير سلوك الجبال من حيث الحركة، وتؤثر على حركة الألواح التي تحمل هذه الجبال وبالتالي يمتد التأثير ليصل إلى جذور الجبال.
ويستغرب هذا العالم من وجود هذه الحركة الغريبة والمعقدة للجبال، ويقول: "إننا لم نكن نتوقع أن التغيرات على سطح الجبل يمكن أن تؤثر على جذر هذا الجبل وعلى حركته، إنها المرة الأولى التي ندرك فيها أن الألواح الأرضية تتحرك بفعل التأثيرات الخارجية على سطح الأرض".
يقوم البرفسور Pysklywec بتجاربه على الحاسوب، طبعاً الكمبيوتر العادي لا يمكن أن يقوم بمثل هذه التجارب المعقدة، لذلك يلجأ إلى الكمبيوتر العملاق المسمى "سوبر كمبيوتر" حيث يضع برامج خاصة لمحاكاة ما يحدث على عمق عدة مئات من الكيلو مترات تحت سطح الأرض حيث تبلغ درجة الحرارة أكثر من 1500 درجة مئوية، وكل تجربة يستغرق هذا الكمبيوتر وعلى الرغم من سرعته الفائقة يستغرق عدة أيام لإنجازها، إن هذه الظروف قد تغير حركة الألواح لتعكس اتجاهها.
إذن الحقيقة التي يقررها العلماء اليوم هي أن الجبال تمر وتتحرك وأحياناً تعكس اتجاه حركتها وسبب هذه الحركة أنها تُدفع بواسطة التأثيرات الحرارية الباطنية للأرض، تماماً كما تدفع الرياح الغيوم! ولكن حركة الجبال لا يمكن إدراكها مباشرة ولكن تأثيراتها تظهر خلال ملايين السنين.
صورة تمثل حركة الجبال مع القشرة التي تتوضع عليها، وهذه الحقيقة العلمية لم تُكتشف إلا في منتصف القرن العشرين، ومنذ أقل من سنة فقط تبين للعلماء أن حركة الجبال معقدة جداً، وهي حقيقة يقينية أن الجبال تتحرك وتمر مروراً بسبب قوة الدفع التي تولدها التيارات الحرارية تحت جذور الجبال، تماماً مثل مرور الغيوم في السماء عندما تحركها قوة الدفع للرياح!! ولذلك يقول تعالى: (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) [النمل: 88]. المصدر http://www.whoi.edu/
اكتشاف جديد
قام علماء من ألمانيا منذ أيام باكتشاف جديد في مجال حركة الجبال!!! فقد تبين لهم أن قارة أوربا وقارة أمريكا الشمالية تبتعدان عن بعضهما بمعدل 18 ميليمتر كل عام، وقد وجدوا أيضاً أن هذه المسافة دقيقة جداً، لأنهم يستخدمون المراصد الفلكية لرصد حركة النجوم، وهناك مراصد تتوضع في أوربا وأخرى تتوضع في أمريكا، وعندما تتلقى هذه المراصد الإشارات الراديوية من النجوم النيوترونية مثلاً (وهي التي سماها القرآن بالطارق)، وهذه الإشارات دقيقة جداً وهي أفضل من أي ساعة أرضية، أي أنها منتظمة، ولذلك يجب أن تتلقى المراصد الفلكية على الأرض هذه الإشارات في نفس الوقت مع فارق ضئيل جداً يتناسب مع بعد كل من المرصدين.
وعندما قاس العلماء هذه الفوارق بدقة متناهية وجدوا أن هناك حركة للوح الذي يحمل قارة أوربا وحركة أخرى للوح الذي حمل قارة أمريكا وأن هذين اللوحين يتحركان بسرعة تصل إلى 18 مليمتر في السنة، أي أن الجبال التي تحملها هذه الألواح تتحرك أيضاً.
صورة لقارة أستراليا توضح كيف تتحرك هذه القارة باتجاه الشمل الشرقي، بمعدل 73 مليمتر في السنة، ويتحرك قاع البحار من حولها 50 مليمتر في السنة باتجاه الشرق. المصدر http://www.ga.gov.au/
إن الجبال الموجودة على الكواكب مثل المريخ تتحرك أيضاً! فقد وجد العلماء أدلة مقنعة على حركة أن القشرة التي تغلف سطح المرج (أي الطبقة الخارجية) تتحرك، فهذا الكوكب يشبه الأرض فهو يتألف من طبقات أيضاً، القشرة من الخارج ثم الوشاح ثم النواة. وطبعاً منطقة الوشاح تحت القشرة لزجة وحارة جداً، وتتحرك القشرة فوقها وتطفو، وهذا يثبت أن الجبال على سطح المريخ تتحرك أيضاً.
إعجاز مذهل!!
إن الذي يتأمل هذه الاكتشافات العلمية، وجميعها تؤكد على حركة الجبال فهي تتحرك ولا نشعر بها أبداً، ومن هنا يتجلى قول الحق تبارك وتعالى: (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) النمل: 88]. هذه الآية العظيمة هي دليل عظيم على صدق القرآن وأنه كتاب الحقائق، فلا يمكن لأحد زمن نزول القرآن أن يتنبأ بحركة الجبال ويصفها بأنها تشبه مرور الغيوم، وهذا التشبيه صحيح علمياً.
فالغيوم تُدفع بالتيارات الهوائية الناتجة عن فروق درجات الحرارة، وكذلك الجبال تُدفع بالتيارات الحرارية الناتجة عن فروق درجات الحرارة على عمق مئات الكيلو مترات. كذلك فإن حركة الغيوم تكون عادة انسيابية وبطيئة وكذلك حركة الجبال انسيابية وبطيئة ولا نكادج نحس بها.
الغيمة قد تغير اتجاه حركتها حسب قوى الرياح التي تدفعها، وكذلك الجبل يمكن أن يغير ويعكس اتجاه حركته أيضاً، حسب الظروف البيئية المحيطة به. أيضاً إذا دققنا النظر في أي غيمة نرى بأنها تتحرك في كافة الاتجاهات: إلى أعلى وأسفل وإلى الشرق أو الغرب، وكذلك الجبل يتحرك في جميع الاتجاهات.
شكل يمثل حركة الجبال على القشرة الأرضية بفعل التيارات الحرارية التي تحدث تحت هذه القشرة، وتدفع الجبال تماماً كما تدفع الرياح الغيوم، وصدق الله عندما قال: (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) [النمل: 88]. المصدر Amateur Astronomy & Earth Sciences, December 1995
ومن عظمة هذه الآية أنه لا يوجد تناقض في فهمها على مر العصور، فمنذ مئات السنين فهم المفسرون هذه الآية على أنها تتحدث عن حركة الجبال يوم القيامة، وهذا الفهم صحيح لأن الجبال بالفعل ستتحرك وتسير ثم ينسفها ربنا ويسويها بالأرض.
وحديثاً فهم علماؤنا هذه الآية على أنها تتحدث عن دوران الأرض حول نفسها، وهذا فهم صحيح لأن الأرض بالفعل تتحرك مع كل ما تحمله من جبال وبحار ومخلوقات. ونحن اليوم نفهم من هذه الآية إشارة واضحة إلى حركة الألواح الأرضية وإلى حركة الجبال على هذه الألواح، وقد يتطور العلم فنجد أننا أمام فهم جديد، وتبقى الآية صحيحة وتتفق مع العلم الحديث مهما تطور هذا العلم، وهذا لا يكون إلا لكلام الله تعالى.
الهدف من هذه الحقيقة الكونية
والآن نتساءل: لماذا ذكر الله تعالى هذه الحقيقة الكونية الخفية في كتابه؟ ولماذا أمرنا أن نتدبرها؟ هل لمجرد حب المعرفة أو الفضول أو معرفة أسرار الكون، أم أن هناك أهدافاً أخرى؟ الحقيقة عندما نتأمل هذه الآية نلاحظ أن الله اختتمها بقوله: (إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ)، فما علاقة حركة الجبال التي لا نراها بعلم الله بأفعالنا؟
بعد تأمل طويل لهذه الآية وجدت وكأن هذه الآية تحمل رسالة لنا نحن البشر، وبخاصة المؤمنين: اعلموا كما أن الله تعالى يعلم حركة هذه الجبال وأنتم لا ترونها، وأن الله قد أخبركم عن هذه الحركة الخفية ولم تتأكدوا منها إلا بأدق الأجهزة، كذلك فإن الله تعالى يعلم كل فعل تقومون به، أو كلمة تنطونها، أو فكرة قد تخطر ببالكم، فينبغي عليكم أن تحسوا بمراقبة الله لحركاتكم وسكناتكم، لأنه يراها وسيحاسبكم عليها.
وهذه الرسالة ينبغي أن نتأملها جيداً، فالله الذي يرى الجبال وهي تتحرك، كذلك يرى كل عمل نقوم به وهو أخبر بنا من أنفسنا، فهل نشعر بمدى علم الله تعالى وهل نعظّم هذا الإله الذي أتقن كل شيء؟
وأمام هذه الحقيقة لا نملك إلا أن نسبح الله تعالى، وأن نقف خاشعين أمام عظمة هذا القرآن، وأمام عظمة إعجازه وآياته، كيف لا والله يقول: (لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) [الحشر: 21].
إنها آيات عظيمة تشهد على قدرة الخالق وعظمة كلامه، فأين أنتم أيها المشككون بهذا القرآن، وأين هي كتبكم وعلومكم، نحن لا ننكر أن لكم فضلاً في اكتشاف هذه الحقائق، ولكن ينبغي عليكم ألا تنكروا فضل القرآن في الحديث عن هذه الحقائق وأن هذا الكتاب جدير بالتدبر والتأمل، يقول تعالى: (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) [يوسف: 111].
Posted by:
محمد على عابدين
0
التعليقات
كلما اكتشف العلماء حقيقة جديدة تبين أن القرآن قد تحدث عنها، أو أشار إليها ومن هذه الظواهر الغلاف الجوي للأرض وبخاصة طبقة الأيونوسفير التي تحمي الأرض وتعكس الأمواج الكهرطيسية....
في بحث جديد لوكالة الفضاء الأمريكية NASA تبين أن الغلاف الجوي مهم جداً لاستقرار الأرض، وحفظها من العواصف الشمسية القوية. فقد أرسلوا العديد من الأقمار الاصطناعية إلى مدارات مختلفة حول الأرض، وتبين لهم أن طبقة الأيونوسفير هي طبقة تحتوي ذرات مؤينة وهي غنية بالإلكترونات وتمتد فوق سطح الأرض حتى ألف كيلو متر تقريباً.
هذه الطبقة يسمونها Reflector أي "عاكس" ولو رجعنا إلى اللغة العربية نجد أن كلمة "رجْع" هي خير كلمة تعبر عن حقيقة هذه الطبقة حيث أنها تُرجع الأمواج الكهرطيسية التي يرسلها الإنسان ويتواصل بها من خلال الاتصالات الرقمية في الفضاء، وهي تُرجع الرياح الشمسية العنيفة وتردها وتعكسها للخارج فلا تصيب الأرض بأي أذى.
رسم يُظهر الجاني المظلم الجانب المضيء للأرض، ونرى أيضاً محاولة لتفسير ظاهرة الشفق القطبي، وهي الألوان الزاهية التي تنعكس عن السماء! وقد تبين أن دوران الأرض حول نفسها يؤدي إلى تعاقب الليل والنهار، وهذا الدوران مهم جداً لاستقرار الأرض، ولاستمرار الحياة، فهل نتذكر نعمة الليل والنهار؟ يقول تعالى: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ (71) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (72) وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [القصص: 71-73]. مصدر الصورة NASA
طبعاً نحن غافلون عن هذه النعم لأن هذا الغلاف يعمل منذ ملايين السنين ويحمينا من شر الشمس، ولكن الملحدين معرضون عن هذه النعمة العظيمة، ولذلك قال تعالى: (وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آَيَاتِهَا مُعْرِضُونَ) [الأنبياء: 32]. وبالفعل نجد علماء الغرب ينظرون إلى هذا الغلاف الذي يحمي الأرض ويلتقطون الصورة تلو الأخرى، ويؤلفون الأبحاث عن فوائد هذا الغلاف وكأنه وُجد بالمصادفة، أو جاء من الفراغ، وينسون أن الله تعالى هو من خلق هذا الغلاف وسخره لحمايتنا!
كذلك فإن خاصية الانعكاس التي يقوم بها هذا الغلاف وبخاصة طبقة الأيونوسفير، ذكَّرنا بها القرآن أيضاً، بل وأقسم بها، يقول تعالى: (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ * وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ * إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ) [الطارق: 11-13]. فمن الذي يعلم بأن السماء (طبعاً الغلاف الجوي هو جزء من السماء الدنيا)، تعكس وترجع أي شيء يصطدم بها؟!! ومن الذي يعلم بأن هذه السماء تحمي وتحفظ الأرض ومن عليها من شر الرياح الشمسية وشر النيازك والشهب والحجارة التي تحيط بالكرة الأرضية وتلف حولها عبر المجموعة الشمسية منذ ملايين السنين دون أن تصطدم بها، مَن الذي يصرف عنا شر هذه الحجارة؟
إنه الله تعالى الذي ذكرنا بهذه النعمة فقال: (أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِير) [الملك: 17]. والحاصب هو الحجارة الصغيرة. ولذلك ربما ندرك لماذا كانت أول آية يذكرها المؤمن بعد البسملة هي (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الفاتحة: 2]. وهنا تحضرني قصة لا أدري مدى مصداقيتها ولكن أذكرها للعبرة.. فقد قال موسى عليه السلام: يا رب! إنك أعطيت الإنسان كل هذه النعم فكيف يمكن أن يفي ولو جزءاً منها؟ فقال الله يا موسى: يكفي أن يقول العبد: الحمد لله!!
ونقول: وسبحان الله! حتى هذه الكلمة الخفيفة (ولكنها ثقيلة عند الله) ينكرها الملحدون ويردّون كل هذه النعم إلى المصادفة العمياء وإلى الطبيعة الصماء، فهل يدركوا أن الله تعالى هو صاحب هذه النعم، يقول تعالى: (قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آَللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ * أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَءلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ * أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَءلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ * أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَءِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ * أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَءلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ * أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَءِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) [النمل: 59-64].
Posted by:
محمد على عابدين
0
التعليقات
وتمتد السماء مليارات السنوات الضوئية لمسافة لا يعلم حدودها إلا الله تعالى، وكل ما نراه من مجرات وغبار كوني هو في السماء الدنيا التي زينها الله بهذه المجرات والنجوم.
والقرآن طرح أمراً منطقياً وعلمياً لم يكن أحد يتصوره زمن نزول القرآن وهو احتمال أن تقع السماء على الأرض، ولكن كيف يمكن أن يحدث ذلك علمياً؟
زمن نزول القرآن لم يكن أحد يتصور أن الغلاف الجوي للأرض له وزن ثقيل جداً، ولم يكن أحد يعلم شيئاً عن مخاطر زوال هذا الغلاف أو انهياره. ولكن القرآن عبَّر عن هذه الحقيقة المحتملة بآية عظيمة، حدثنا من خلالها عن نعمة من نعم الخالق تبارك وتعالى، فهو الذي يمسك هذا الغلاف فلا يتبدد ويزول.
في زمن نزول القرآن لم يكن احد يعلم أن الهواء له وزن، وإذا ما حسبنا وزن الغلاف الجوي للأرض نجده مساوياً 5 مليار مليار كيلو غرام! إذاً الغلاف الجوي الذي يعتبر سماء بالنسبة لنا، ثقيل جداً.
تصوَّروا لو أن حجراً وزنه 5 مليار مليار كيلو غرام سقط على الأرض ماذا سيفعل؟ إن الذي يمسك هذا الغلاف الجوي هو الله تعالى، يمسكه من خلال القوانين التي سخرها لتحكم هذا الغلاف. فمثلاً لو كانت كثافة الغلاف الجوي أقل مما هي عليه الآن لتبخر وهرب إلى الفضاء الخارجي. ولو أن جاذبية الأرض كانت أقل مما هي عليه الآن لم تتمكن الأرض من الإمساك بهذا الغلاف... ولذلك فإن الله تعالى اختار الحجم المناسب والوزن المناسب لكوكب الأرض بما يضمن بقاء الغلاف الجوي متماسكاً.
ومن هنا يمكننا أن نفهم معنى قوله تعالى في هذه الآية العظيمة: (وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ) [الحج: 65]. ويمكن أن نفهم هذه الآية بطريقتين والعجيب أنه لا يوجد تناقض بين العلم والقرآن في كلتا الحالتين:
1- إذا فهمنا أن السماء تعني الغلاف الجوي فهذا صحيح، وإن سقوط الغلاف الجوي على الأرض وعدم بقائه متماسكاً في مكانه، يشكل كارثة تؤدي إلى زوال الحياة من على الأرض، ومن رحمة الله بعباده أنه يُبقي هذا الغلاف في مكانه، فهو الذي يمسكه سبحانه وتعالى.
2- إذا فهمنا أن السماء هي الفضاء الخارجي خارج الأرض، فهذا يعني أن أي اصطدام لجزء من أجزاء السماء، مثل مذنب أو كويكب أو نيزك عملاق، سوف يؤدي إلى كارثة عظيمة وزوال الحياة من على الأرض. ويؤكد العلماء أن احتمال اصطدام حجر نيزكي بالأرض هو أمر منطقي، يمكن أن نفهم الآية الكريمة على أنها تخبرنا بنعمة من نعم الله تعالى، وهي أنه عز وجل يمسك هذه الأجرام الكونية في مكانها، ولا يدعها تقترب من الأرض، وقد سخَّر القوانين اللازمة لضمان سلامة الأرض وبقائها بعيداً عن مدارات الكويكبات والنيازك والأحجار التي تسبح في فضاء المجموعة الشمسية.
ولا نملك إلا أن نحمد الله تعالى على هذه النعمة ونقدّر قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ)، فالحمد لله!
Posted by:
محمد على عابدين
0
التعليقات
يقول تبارك وتعالى عن السُّحُب: (اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ) [الروم: 48]. إن الذي يتأمل هذه الآية يدرك أن الله يوزع الغيوم في السماء بأشكال متنوعة كما يريدها سبحانه وتعالى، ولذلك فإن العلماء يرصدون كل فترة أشكالاً جديدة للغيوم.
والصور الآتية التقطت حديثاً لتشكيلات من الغيوم لم يرها العلماء من قبل، تدل على قدرة الخالق وأنه بالفعل يبسط السحاب كيف يشاء، لنتأمل ونسبح الله تعالى.
الذي يحير العلماء في الغيوم طريقة تشكلها بصور رائعة، كيف يحدث ذلك؟ بلا شك لو كانت العملية عشوائية لما جاءت تشكيلات الغيوم بمثل هذا التناسق، وهذا ما يدعو العلماء اليوم للتفكير بوجود "قوة خفية" تبرمج وتحرك جزيئات البخار لتصعد وتتشكل بهذه الطريقة! ولكن هذه القوة هي قدرة الخالق تبارك وتعالى القائل: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامً) [النور: 43]، ويقول تعالى عن نفسه: (وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ) [الرعد: 12]. وهذه ميزة القرآن أنه يقدم لك إجابة عن كل شيء يحيط بك، ولا يتركك حائراً كما يفعل علماء المصادفة اليوم!
Posted by:
محمد على عابدين
0
التعليقات